التشكيلي المغربي أحمد سعيد القادري: يعرض في اللوفر ولا تعرفه وزارة الثقافة



محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية/

يعشق الفن بجميع تعبيراته. كان حلمه أن يرى فيلمه الأول معروضا على الشاشة الكبيرة، وكانت المفاجأة أن فاز بالجائزة. ثم جاءت المفاجأة الكبرى حينما شارك بفيلمه في مهرجان كان السينمائي. اختير مؤخرا لتعرض لوحاته ضمن معروضات متحف اللوفر بباريز إلى جانب تشكيليين عالميين. وهذا ما لم يخبر به وسيلة إعلامية أخرى سوى إذاعة هولندا العالمية. في بلجيكا فاز بجائزة ’سفير المغرب في الفن‘، ومع كل هذا لا تعير وزارة الثقافة المغربية له أي اهتمام. إنه الفنان التشكيلي والرسام والمخرج الإذاعي والسينمائي الشاب، المغربي أحمد سعيد القادري.
الفن أشكاليعمل أحمد سعيد (40 عاما) مخرجا إذاعيا ورئيس الإرسال في محطة راديو مدي1 الدولية في طنجة. هذا من أجل كسب قوت يومه. أما انشغالاته واهتماماته اليومية فتتوزع بين الرسم والتصوير والإخراج السينمائي. أين أنت من كل هذا، تسأله إذاعة هولندا العالمية؟ "أنا عاشق لجميع الفنون وباحث في ميدان الفن، ولا يمكنني تصنيف نفسي كمخرج إذاعي أو مخرج سينمائي أو فنان تشكيلي".
فيلمه الأول "النجمة والريح" يحكي قصة تحول مسقط رأسه مدينة طنجة من مدينة وادعة لها نكهة الأسطورة، إلى مدينة بلا ملامح تنبت فيها أشجار الإسمنت بوتيرة مخيفة. حصل فيلمه القصير الأول على الجائزة الكبرى في مهرجان سينما الهواة في طنجة في دورة 2009. كما عُرض في مهرجان كان الدولي في إطار سينما الشباب في العام نفسه. يقول أحمد سعيد عن تجربته السينمائية الأولى:
"لم أكن أتوقع أن أفوز يوما بجائزة في ميدان السينما، لأنني كنت بعيدا كل البعد عن الميدان السينمائي وقريبا كل القرب من الميدان التشكيلي. واقتحامي لميدان السينما هو في الحقيقة تكملة لحبي لفن الصورة، والبحث الدائب عن الجديد في مجال الفن التشكيلي".
يخلو ’النجمة والريح‘ من أي حوار أو شخوص أو أبطال. البطل الحقيقي هي مدينته التي يتعرض جسدها للقضم والنهش من كل الجهات. وظف أحمد سعيد لقطات فيديو عادية، ومزجها برسوم متحركة مصحوبة بموسيقى تصويرية مثيلة لما يُستخدم في أفلام الرعب. والرعب مما ينتظر مدينته المفضلة طنجة، هو ما يريد أحمد سعيد إبلاغ المشاهد به، يريد أن يحذر مما يصفه بـ "العدوان" على المدينة.
غياب الدعمتعهد أحمد سعيد أن يعود إلى مهرجان كان الدولي بفيلم "كامل" بحسب وصفه، وليس فيلما قصيرا أو فيلم هواة. وإلى جانب ذلك يواصل إبداعاته الفنية في ميدان التشكيل لكن في غياب تام لأي نوع من أنواع الدعم الرسمي سواء من مسؤولي مدينة طنجة، أم من وزارة الثقافة أو المركز السينمائي المغربي.
"لم أتلق أي دعم. أنا فنان عصامي سواء في ميدان التشكيل أو في ميدان السينما، وطنجة تنعدم فيها مدرسة للفنون الجميلة رغم أنها أنجبت واحتضنت عددا من الأسماء العالمية مثل ماتيس على سبيل المثال ولاكروا، وهناك من مر بطنجة ووقع فيها أهم توقيعاته العالمية أمثال جون ميرو الذي أميل إلى أعماله وأحاول الوصول إلى ما وصل إليه".
وعلى الرغم من غياب الدعم الرسمي، إلا أن مدينة طنجة نفسها تقدم لفنانيها كل أشكال الدعم، يؤكد أحمد سعيد، وذلك لما تختزنه من إرث إنساني وتاريخ عالمي حافل في مجالات الفن المتعددة. "مسؤولو مدينة طنجة ومسيروها أدنى من مستوى طنجة بكل المقاييس".
اللوفرالفنان في المغرب لا يعول على فنه ليعيل أسرته. "ولكن الفن يمكن أن يعيل أسرة الفنان بعد موته"، يقول أحمد سعيد بنوع من السخرية. تدبير الشأن الفني في المغرب ما يزال يطبعه "الجهل" وخاصة فيما يتعلق بمعايير تقييم الفنانين. كان أحمد سعيد يدير قبل سنتين قاعة للعروض، وتبين له آنذاك من خلال الاحتكاك والمعاينة أن من له الحق في تقييم عمل الفنانين، لا يتبع المعايير والمقاييس المتعارف عليها في هذا المجال، أي انطلاقا من عمل الفنان. ولكن من خلال "قيمة" اللوحة بعد إدخالها سوق السمسرة.
"اسمي الفني المتواضع، يقول أحمد سعيد، لم يحظ بعد بأي اهتمام في المغرب، بخلاف ما هو عليه الحال في الخارج. ففي بلجيكا مثلا نلت جائزة ’سفير المغرب في الفن‘. كما تم اختياري هذا الأسبوع (أواسط أبريل) ضمن مجموعة من الفنانين الدوليين لأقوم بعرض لوحاتي في متحف اللوفر، وهي سابقة في المغرب".
يحدث هذا في غياب تام لوزارة الثقافة المغربية. "سألتني عن وزارة الثقافة، أنا لا أعرف وزارة بهذا الاسم".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire